انعكاسات الحرب الإيرانية–الإسرائيلية 2025: التحولات النووية والسياسية في طهران وتأثيراتها الأمنية والاقتصادية على العراق قبل الانتخابات

نتائج الحرب بين إيران وإسرائيل

الحرب القصيرة التي اندلعت في يونيو 2025 بين إيران وإسرائيل مثّلت نقطة تحوّل استراتيجية. فقد أظهرت الضربات الجوية والصاروخية الإسرائيلية، المنسقة مع الدعم الاستخباراتي الأمريكي، ضعف البنية النووية والعسكرية الإيرانية، حيث تضررت منشآت رئيسية للطاقة والتخصيب. وعلى الرغم من الرد الإيراني بسلسلة هجمات صاروخية مكثفة، انتهت المواجهة خلال أقل من أسبوعين بوقف مؤقت لإطلاق النار بوساطة أمريكية.

العقيدة النووية الإيرانية بعد الحرب

الخسائر البشرية والعلمية، بما فيها اغتيال أربعة عشر عالمًا ومهندسًا نوويًا، أعادت النقاش داخل المؤسسة الأمنية الإيرانية حول خيار التسلح النووي العلني. ورغم بقاء فتوى خامنئي التي تحظر إنتاج السلاح النووي عائقًا فقهياً وسياسياً، فإن مجرد طرح فكرة إعادة تفسيرها يعكس تحوّلًا استراتيجيًا. بات بعض قادة الحرس الثوري ينظرون إلى السلاح النووي باعتباره “بوليصة التأمين الأخيرة” للنظام، مستشهدين بتجربة كوريا الشمالية.

التحولات السياسية والأمنية في إيران

التوترات الداخلية دفعت السلطات في أغسطس 2025 إلى إعدام الباحث النووي روزبه وادي بتهمة التجسس للموساد، وهو ما غذّى المخاوف من الاختراق ودفع إلى تشديد القبضة الأمنية. وفي خطوة غير مسبوقة، تم تأسيس “المجلس الوطني للدفاع” برئاسة رئيس الجمهورية وتحت إشراف مباشر من المرشد الأعلى، بهدف توحيد السياسات الأمنية، والدفاعية، والاقتصادية، والإعلامية.
وأسندت رئاسته إلى علي لاريجاني في محاولة لتقليل الانقسامات بين المؤسسات المدنية والعسكرية.

الأثر الأمني على العراق

انعكست الحرب بشكل مباشر على العراق. الفصائل المسلحة المرتبطة بالحرس الثوري صعّدت خطابها وأعلنت تضامنها مع طهران، ونفذت بعض الهجمات ضد قواعد أمريكية في العراق وسوريا لإظهار حضورها. هذه التطورات جعلت العراق أكثر عرضة لأن يكون ساحة مواجهة بالوكالة، وأثارت مخاوف داخلية من تهديد مباشر للأمن الوطني والسيادة.

الأثر السياسي على العراق

القوى السياسية العراقية انقسمت بوضوح. الفصائل المقرّبة من إيران حاولت توظيف نتائج الحرب للتأكيد على أهمية “التحالف الاستراتيجي” مع طهران، بينما شددت القوى المدنية والوطنية على خطورة تحويل العراق إلى جزء من الصراع الإيراني–الإسرائيلي. النقاش حول السيادة عاد إلى الواجهة، مع تزايد الدعوات إلى تحجيم نفوذ الفصائل المسلحة المرتبطة بإيران.

الأثر الاقتصادي على العراق

الأضرار التي لحقت بالبنية التحتية للطاقة الإيرانية انعكست على العراق، خصوصًا في مجال الكهرباء والغاز المستورد من إيران. العقوبات الأمريكية الإضافية على طهران أدت إلى اضطرابات في التجارة عبر الحدود، ما أثر على الأسواق العراقية. وفي ظل هذه الظروف، استغلت بعض الفصائل الوضع لتعزيز نشاطات التهريب تحت شعار “دعم إيران”، وهو ما عمّق الأزمات الاقتصادية.

دور الولايات المتحدة وإسرائيل في العراق

واشنطن زادت من ضغوطها السياسية والأمنية على بغداد، مطالبة بفرض رقابة أكبر على الفصائل المسلحة التي ترتبط بطهران. وجود القوات الأمريكية في العراق أصبح أكثر استهدافًا من قبل هذه الفصائل، ما قد يفتح الباب أمام تصعيد جديد. إسرائيل بدورها كثّفت نشاطها الاستخباراتي لمراقبة أي محاولات إيرانية لإعادة بناء قدراتها عبر الأراضي العراقية، مما يضع بغداد في موقع حساس بين أطراف الصراع.

التوقعات قبل الانتخابات العراقية المقبلة

الانتخابات القادمة مرشحة أن تجري وسط تصعيد أمني وسياسي واقتصادي. الفصائل المسلحة قد تصعّد ميدانيًا ضد القوات الأمريكية لتعزيز أوراقها السياسية، بينما ستستغل القوى المدنية مخاطر الحرب الإقليمية للتحذير من فقدان العراق لسيادته. الضغوط الاقتصادية الناتجة عن اضطراب أسواق الطاقة ستؤثر في المزاج الشعبي. كما أن النفوذ الإيراني والأمريكي والإسرائيلي سيشكل عوامل ضغط متناقضة داخل الساحة الانتخابية، مما قد يجعل الانتخابات المقبلة واحدة من أكثر الاستحقاقات حساسية منذ 2003