تقرير تحليلي عن قمة ألاسكا والحرب الإسرائيلية الإيرانية

قمة ألاسكا بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب والرئيس الروسي فلاديمير بوتين جاءت في توقيت حساس، حيث كانت الساحة الدولية مشتعلة ليس فقط بالحرب في أوكرانيا، بل أيضاً بالمواجهة العسكرية غير المباشرة بين إسرائيل وإيران. القمة عكست محدودية النفوذ الأمريكي في صياغة مخرجات دبلوماسية حاسمة، في وقت ظهر فيه بوتين لاعباً ثابتاً يستثمر كل فرصة لتعزيز مكانة روسيا الدولية.

أبعاد القمة ونتائجها

– ترامب ظهر في القمة باحثاً عن “صفقة” تؤكد صورته كرجل تفاوض، لكن غادر دون أي اتفاق ملموس.
– بوتين، على العكس، حصل على ما يريد من دون تنازلات: اعتراف دولي بمكانة روسيا عبر لقاء مباشر مع رئيس أمريكي.
– الإعلام الغربي أبرز أن القمة كانت استعراضية أكثر منها عملية، وأنها تركت أسئلة مفتوحة أكثر من تقديم حلول.

الحرب الإسرائيلية الإيرانية وعلاقتها بالقمة

1. الدور الأمريكي

– واشنطن توازن بين حماية إسرائيل ومنع توسع الحرب الإقليمية.
– فشل ترامب في التوصل لاتفاق مع بوتين يضعف قدرة أمريكا على ممارسة ضغط دبلوماسي يحد من تداعيات الحرب.

2. الموقف الروسي

– موسكو ترى في الحرب فرصة لتعزيز نفوذها في الشرق الأوسط، عبر دعم طهران سياسياً أو تعطيل أي تحالف دولي ضدها.
– بوتين ينظر إلى إيران كأداة لموازنة النفوذ الأمريكي والإسرائيلي في المنطقة.

3. إسرائيل وإيران

– إسرائيل ستستمر في عملياتها الاستباقية ضد أهداف إيرانية أو حلفاء طهران (مثل حزب الله).
– إيران ستستثمر الدعم الروسي والصيني غير المباشر لتصوير نفسها كقوة صامدة في مواجهة الضغط الغربي والإسرائيلي.

توقعات مستقبلية لدور القمة في مسار الحرب

– استمرار التوتر: غياب اتفاق أمريكي روسي يعني أن الصراع سيبقى مفتوحاً وربما يتوسع ليشمل ساحات أخرى كالعراق وسوريا ولبنان.
– انعكاسات على العراق: أي مواجهة واسعة بين إسرائيل وإيران ستضع العراق في موقع حساس بسبب وجود فصائل مسلحة مرتبطة بطهران يمكن أن تدخل على خط المواجهة.
– الدور الدبلوماسي: من المتوقع أن تتحول قمة ألاسكا إلى منصة لاحقة لعقد ترتيبات جديدة تشمل أوكرانيا والشرق الأوسط معاً.
– انتخابات العراق: تصاعد الحرب سيؤثر على الأجواء السياسية في العراق، فالأحزاب المرتبطة بإيران ستستغل الوضع لزيادة نفوذها الانتخابي.

خلاصة تحليلية

قمة ألاسكا لم تُوقف الحرب ولم تُنتج اتفاقاً، لكنها رسمت ملامح مرحلة جديدة. ترامب بدا عاجزاً عن فرض شروطه، بينما بوتين أثبت أنه قادر على توظيف كل حدث لصالحه. بالنسبة للحرب الإسرائيلية الإيرانية، القمة لم تكن فاصلة لكنها جزء من مشهد أكبر يعكس التحول من نظام عالمي أحادي القطبية إلى تعددية معقدة، حيث لا يمكن حسم الصراعات الإقليمية من دون تفاهمات كبرى بين واشنطن وموسكو.